Pour que la Chanson se réveille, il faut sortir de l’oubli, la mémoire de ses ancêtres. A cet effet, le festival de la chanson tunisienne a voulu pour cette édition 2023 remettre à l’honneur les superbes mélopées des œuvres immortelles des grandes vedettes disparues qui ont façonné l’histoire de la musique tunisienne, et ce, en leur consacrant trois soirées de la compétition « la chanson al-wataria »dans la section « Hommages » afin d’emporter le large public et les invités dans un voyage musical hors du temps en guise de souvenir auxpremières Voix qui ont commencé à perpétuer cette âme tunisienne pour en devenir de véritables légendes éternelles.
Le choix s’est porté sur les pionniers parmi les voix masculines à savoir HédiJouini (1909-1990), Mohamed Jamoussi (1912-1982) et Ali Riahi (1912-1970), qui nous ont légué un répertoire toujours vivant et inlassablement repris et appris de génération à une autre. Mais aussi des voix féminines indélébiles en l’occurrence des grandes vedettes ; Oulaya (1936-1990), Saliha (1914-1958) et Naama (1934-2020). Trois divas qui, avec leurs timbres remarquables et styles personnels ont marqué le début des années 50 pour devenir comme le souligne Ali Louati « les chanteuses fétiches de la seconde génération de la chanson tunisienne ».
Aucun mot ne pourrait suffire pour décrire le poids de leurs traces tellement leurs parcours sont riches, denses et indélébiles sinon leurs œuvres qui seront mises à l’honneur lors de cette édition.
En effet, chacune des trois soirées du festival réservées à la compétition dans la catégorie « la chanson al-wataria » sera marquée par deux hommages :
– 08 Mars 2023 : Hommage Mohamed Jammoussi et Naama avec SaberRebai et YosraMahnouch
– 09 Mars 2023 : Hommage Hedi Jouini et Oulaya avec Lotfi Bouchnaq et Latifa Arfaoui
– 10 Mars 2023 : Hommage Ali Riahi et Saliha avec Slah Mosbah et Eya Daghnouj
اختار مهرجان الأغنية التونسية في دورته الجديدة أن يكرم قامات فنية صنعت تاريخ الأغنية التونسية اعترافا منه بإسهاماتها وتقديرا لكل ما قدمته من روحها بسخاء كبير للفن في البلاد
وإيمانا من المهرجان بأهمية ربط الجسور بين أجيال الأغنية والموسيقى التونسية. وتحتفي هذه الدورة احتفاء خاصا بكل من السيدة نعمة والسيدة علية والفنانة القديرة صليحة والفنانين الكبار علي الرياحي والهادي الجويني ومحمد الجموسي
ربما لا تحتاج الأسماء المذكورة إلى تعريف، وهل يحتاج علي الرياحي (1912-1970)، الفنان المجدد الذي لم يمنعه انفتاحه على العصر من الحفاظ على أصالة الأغنية التونسية والذي قدم اجمل الاغاني لجمهوره التونسي والعربي منذ الأربعينات، هل يحتاج صاحب اغاني « عايش من غير امل » و »قالتلي كلمة « وزينة يا بنت الهنشير » و »ياللي ظالمني »، و »يا شاغلة بالي » و »العالم يضحك » وغيرها، هل يحتاج ذلك الفنان الذي ذابت روحه من اجل فنه ومات سنة على المسرح، الى تعريف؟
وهل يحتاح الهادي الجويني ( 1909-1990) الفنان الذي جعل التونسيين ينفذون إلى عمق فن اسمه الفلانكو وصاغه في مقامات عربية مع الحفاظ على إيقاعاته الاسبانية الأصلية وهو الفنان العصامي الذي لم يمنعه عدم دخوله إلى المدارس المختصة مثله الفنان الكبير علي الرياحي، من تعلم العزف على العود الشرقي وإتقانه وعلى آلات أخرى متنوعة. هل يحتاج الهادي الجويني الذي خالط جماعة تحت السور، الهادي العبيدي ومحمود بورقيبة وعلي الدوعاجي ومحمود بورقيبة وغيرهم ولحن من كلماتهم فجادت قريحته بأعذب الألحان وترك لنا رصيدا حافلا بالأغاني الرائقة التي مازالت إلى اليوم تبعث البهجة في النفوس كلما استمعنا إليها، على غرار » تحت الياسمينة في الليل »ولاموني اللي غاروا مني » و »مكتوب يا مكتوب »، وسمراء يا سمراء » وغيرها من الأغاني الخالدة التي صاغتها قريحة فنان أصيل ومتعدد المواهب
وهل يحتاج أيضا محمد الجموسي (1910- 1982) احد ابرز رواد الأغنية التونسية، الفنان المتكامل ومتعدد المواهب، وأصيل مدينة صفاقس التي أهدته مهرجانا يحمل اسمه، إلى تعريف؟ هل نقدم من ترك إرثا خالدا من الأغاني الصادقة على غرار « ريحة البلاد » ويا ريت الناس وخيان » و »تمشي بالسلامة » وغيرها، وهو الذي تبين سيرته انه أحب الفن واخلص له وابدع فيه وترك فيه بصمته بوضوح. فيكفي أن نقول الجموسي حتى نستحضر شخصية رومانسية مبتسمة ومثيرة للارتياح وتبعث البهجة في النفوس. وقد أفزرت تجربته في باريس وإقامته بها أكثر من عشر سنوات اغان جميلة ترسم جيدا إحساس الإنسان المهاجر البعيد عن الوطن المشتاق لرائحة تربته
ومن البديهي أن لا نقدم السيدة نعمة (1934- 2020) نجمة تونس على امتداد عقود من الزمن مثلها مثل السيدة علية والفنانة الكبيرة صليحة
فالسيدة نعمة التي تركت مئات الأغاني الخالدة، تلك الفنانة التي لا يروق لنا العيد إلا عندما ننشد أغنيتها « الليلة عيد »، هي اكبر من الوصف وهي بكل بساطة نجمة الأغنية العاطفية التي تربعت على عرشها وحازت من الجمهور آيات الاعتراف وغنت من الحان كبار الفنانين من تونس وليبيا ومصر. غنت مثلا لمحمد التريكي والشاذلي أنور وخميس ترنان وصالح المهدي من تونس وغنت للسيد مكاوي من مصر وغنت لحسن عريبي من مصر وغيرهم وهي ببساطة صاحبة أكثر من ثلامائة أغنية. فهل تحتاج بعد كل هذا الى تقديم
علية (1936- 1957) بدورها كانت نجمة متلألئة في سماء الأغنية التونسية. كانت تجمع بين جمال الصوت وهيبة الحضور. كانت فنانة كل شيء فيها ينضح فنا، فهل تحتاج إلى تقديم؟ صاحبة رائعة » انا الساحرة » لجعفر ماجد هي أيضا مثل نعمة كانت تنتمي لفرقة الرشيدية التي تخرجت منها أجمل الأصوات التونسية. غنت لكبار الملحنين من تونس ومن خارجها. يكفي ان نقول أنها صاحبة الأغنية الوطنية الخالدة » بني وطني » التي غنتها بكل جوارحها وبصوتها القوي والمثير كي نعترف ان علية كانت فنانة بحجم وطن. وصليحة (1914- 1958) صاحبة الحنجرة الذهبية والاغاني البدوية التي حفرت اسمها في الذاكرة باحرف من ذهب، هل تحتاج إلى تعريف؟ هل تحتاج من تركت لنا اغاني في قيمة « ام الحسن « و »عرضوني زوز صبايا » و »يا خيل سالم » و »يالي بعدك ضيع فكري » و »يا لايمي عالزين » وغيرها وغيرها وهي تعد بالعشرات، وكل واحدة أجمل من الأخرى، إلى تعريف؟
حقا لا يحتاج هؤلاء جميعهم إلى تعريف فأغانيهم وألحانهم تستغلّ إلى اليوم ولا تحلو أعيادنا ومناسباتنا الوطنية إلا بأصواتهم وهم الذين تركوا رصيدا ثريا كما ان سيرتهم مازالت تعتبر ملهمة دون أن ننسى أن اغلب الفنانين في تونس مازالوا يقتاتون على ما تركه هؤلاء من الحان وأغان يؤثثون بها عروضهم في المهرجانات وحفلاتهم في الأعراس وفي كل المناسبات تقريبا، لكن هل نفيهم حقهم مهما اجتهدنا ومهما حاولنا أن نقدم لهم عربون الوفاء والمحبة؟
طبعا، لا يمكن أن نفي فنانين بكل تلك القيمة وبكل ذلك السخاء حقهم، ولكنها تبقى محاولة صادقة للاعتراف بالفضل لمن مهدوا الطريق لأجيال اليوم ولمن سكبوا من أرواحهم من اجل الفن ومن اجل تطوير الأغنية والموسيقى التونسية
ثم، هل يمكن أن نبني أي شيء على أسس صلبة دون أن نعترف لكل من ساهم في الارتقاء بالأغنية التونسية، ودون أن نذكر فضل الأجيال القديمة، فما بالك بمن صنع ربيع هذه الأغنية وكساها شخصيتها المميزة وحافظ على أصالتها وترك لنا رصيدا فنيا من معين لا ينضب
وقد برمجت هيئة مهرجان الأغنية التونسية في دورتها الحادية والعشرين ثلاث سهرات كبرى ستكون كالآتي
يوم 8 مارس 2023: تكريم محمد الجموسي ونعمة مع صابر الرباعي ويسرى محنوش-
يوم 9 مارس 2023: تكريم الهادي الجويني وعلية مع لطفي بوشناق ولطيفة العرفاوي-
يوم 10 مارس 2023: تكريم علي الرياحي وصليحة مع صلاح مصباح وآية دغنوج-
© 2023 Copyright © - Etablissement National pour la Promotion des Festivals et des Manifestations Culturelles et Artistiques ENPFMCA.
© 2023 Copyright © - Etablissement National pour la Promotion des Festivals et des Manifestations Culturelles et Artistiques ENPFMCA.