Soirée d’ouverture

Hommage posthume à une étoile filante….Dhikra Mohamed

Inclassable, puissante en studio comme sur scène, elle fut le porte-étendard d’une modernité musicale arabe. Dhikra, cantatrice aventurière à la voix haute bien frappée, entre force et fragilité, a été de son vivant comme après son décès (1966-2003), adulée par les publics tunisien et arabe.

Si le festival de la chanson tunisienne a choisi de rendre hommage dans cette édition à Dhikra Mohamed, c’est que l’artiste disparue dans un drame tragique et énigmatique, était une voix irremplaçable et un talent qu’aucune mode n’avait jamais ni surpris ni terrassé et a réussi à nous léguer un répertoire qui a pris en quelques décennies les dimensions d’une œuvre considérable.

Décédée à la fleur de l’âge, 37 ans, sa gloire demeure toujours d’actualité et les Tunisiens et Tunisiennes continuent de fredonner les paroles de ses chansons. Ses tous derniers tubes, «Allahghaleb», «Youmalik», et bien d’autres, laissaient une griffe indémodable et inoubliable qui a démontré les prouesses vocales de l’artiste et sa parfaite maitrise de ses envolées lyriques.

C’est que dès les années 80, la cantatrice, la diva, a suscité autant d’enthousiasme que d’admiration. Habitée par le chant depuis sa tendre enfance, le succès et la montée au sommet de la gloire n’étaient pas aussi évidents pour Dhikra qui a dû quitter la Tunisie pour tenter sa chance ailleurs. De Tunis, à Tripoli jusqu’au Caire, tout le monde voyait en elle une artiste exceptionnelle. L’exil de Dhikra, cette voix surdouée, en Egypte a été une formidable ascension pour cette artiste hors normes au timbre saisissant et à la voix exceptionnelle qui l‘avait propulsée sur la scène arabe.

Pour cette 21èmeédition, le comité directeur du Festival de la chanson tunisienne a optépour une soirée d’hommage en guise de reconnaissance posthume à la mémoire d’une artiste dépositaire d’un legs musical important qui n’a pris aucuneride et qui a contribué à faire rayonner la chanson tunisienne. Une artiste, ne l’oublions pas, qui a décroché le troisième prix de la toute première édition du festival de la chanson tunisienne en 1987 pour « Habibi Tammen Fouedi ».

Pour cet Hommage, ce sont des artistes tunisiens prestigieux et de grands noms de la scène musicale arabe, des artistes qui l’ayant connu et côtoyé, qui ont répondu présents pour la soirée d’ouverture dédiée à la mémoire de Dhikra qui demeure dans la mémoire :

Saber Rebai, Mohamed Jebali, Yosra Mahnouch, Safa Saad, Molka Cherni, Nawel Ghachem, Ghazi Ayadi, Eya Daghnouj, Olfa Ben Romdhane, Nicolas Saad, Iheb Tawfik, Heni Chaker, Cheb Jilani, Mohamed Al Helou et Dorsaf Hamadani.

                    ذكرى .. رحلة حب و ذكرى

كيف لفتاة لم تبلغ عقدها الرابع أن تنحت مسيرة حافلة جعلتها تستأثر بأضواء الشهرة دون كبار النجوم وتتربع على عرش الأغنية العربية، بتنوع لهجاتها، باقتدار وامتياز.  ذكرى الفنانة أكثر من مجرد شابة صاحبة حنجرة قوية وصوت مخملي بل كانت صاحبة طاقة إبداعية مشعة تشق  حدود اللهجات واختلاف الأنماط الموسيقية العربية وتحقق انتشارا عربيا ونجاحا قياسيا في وقت وجيز. شاءت الأقدار أن تغيب ذكرى الإنسانة في حادثة تراجيدية لتبقى نهاية القصة معلقة لأن ذكرى الفنانة لا تموت… رحلت ذكرانا في عنفوان شبابها وفي مرحلة شهدت فيها مسيرتها الفنية أوج العطاء والانتشار  إلا أن منعرج القصة لم يحل دون تخليد اسم ذكرى بين أسماء كبار الفنانين في تونس والمنطقة العربية

بداياتها الأولى كانت من تونس ومرت أيضا بمهرجان الأغنية التونسية سنة 1987 حيث شاركت بأغنية « حبيبي طمن فؤادي » وتحصلت آنذاك على المرتبة الثالثة.  كان جمهورها الذي يتابعها باهتمام يتوق للمزيد وكان ينتظر من فنانة موهوبة ومطلوبة من أغلب الملحنين من تونس ومصر وليبيا والخليج العربي، أكثر فأكثر،  لكنها تركت عشرات الأغاني المتنوعة وما لا يقل عن 16 ألبوما، وهو رصيد هام من حيث الكم إذا اعتبرنا أنها غادرتنا في سن السابعة والثلاثين، لكنه يصبح مبهرا إذا تأملنا جودة أغانيها والأثر الذي شيدته في الأغنية العربية بمختلف لهجاتها لتتربع ملكة على مختلف عروش اللهجات العربية بمختلف أنماطها الموسيقية

 ذكرى ليست مجرد ذكرى بل هي نجمة استثنائية استحقت أكثر من لقب فني من جمهورها والمبدعين والنقاد فهي « أميرة الطرب العربي » و »صاحبة الصوت الخارق للعادة »..وغيرها من الألقاب. عشرون سنة مرت على رحيل ذكرى محمد  .. وصوتها مازال بيننا ..ومازلنا نردد أغانيها عن قصد ودون قصد ، تتالى أجيال من الأصوات العذبة التي تردد أغانيها وتتطلع لمسيرتها الحافلة بالمغامرات الفنية الناجحة..  ذكرى فنانة استثنائية لم تكن في حاجة إلى فرصة للنجاح بل كانت  حين تصدح بصوتها أيقونة تخترق بإشعاعها حواجز الخرائط العربية وتتلاعب بتمكن لكناتها ولهجاتها وتروض مقاماتها و تصقل عربها وطبقاتها

ذكرى الفتاة كيف تموت و أغانيها راسخة في قلوبنا وثنايا ذاكرتنا وسجلات هواتفنا وحواسيبنا نتذكرها هناك وتتذكرنا حين تطل ممتطية أثير الإذاعات وبارزة في حفلات المغنين وبرامج المواهب والتلفزيون. ورغم الأزمات الاجتماعية والعاطفية التي عاشتها فإن موهبة ذكرى محمد كانت أرحب من أن تنحصر في نمط موسيقي واحد، لذلك انطلقت رحلة الانتشار « الهجرة الفنية  » نحو ليبيا  مباشرة بعد فقدان والدها وقبله حبيبها. لتغادر بآلامها وأحلامها إلى أفق أرحب  فالتقت بالشاعر الليبي علي الكيلاني الذي أعجب بصوتها و لم يتردد  في منحها أول أغنية « وأشهد »، لتنطلق ذكرى في تأثيث رصيد زاخر من الأغاني الليبية على غرار « حبي النقي » و »عليا ادلل » و »نفسي عزيزة »، ولاقت نجاحا كبيرا بعد تعاملها مع الملحن خليفة الزليطني والشاعر عبد الله منصور وأيضا مع محمد حسن وسليمان الطرهوني وغيرهم من كبار الفنانين الليبيين

في مصر أول لقاء لذكرى كان مع الملحن هاني مهنا الذي أنتج لها ألبومين « وحياتي عندك » سنة 1995 و » أسهر مع سيرتك » سنة 1996، ونجحت صاحبة الصوت القوي التي وهبها الله إمكانيات استثنائية تجعلها تغني كل الألوان الموسيقية دون استثناء وأصبحت المطربة التي يحبها الجمهور العربي، بعد أن أبدعت في أداء الأغاني الخليجية وقدمت العديد من الأغاني الثنائية مع أكبر نجوم الخليج كمحمد عبدة وطلال مداح وأبو بكر سالم وتوجت في العديد من المناسبات كأفضل مطربة خليجية.  ومن أشهر أغانيها الخليجية نذكر « مافيني شي  » و »ألف عمر » و »وينك أنت  » و »علمني الحب » و »المسافر » كما سجلت ذكرى حضورا ناجحا في عدة أوبيرات غنائية على غرار « الحلم العربي » و » بغداد لا تتألمي » . وتواصلت رحلة نجاح وتألق ذكرى محمد  مع  » الأسامي  » و »الله غالب » و »مش كل حب » و »المحبة « ، إلى جانب أغنية ثنائية جمعتها بالفنان المصري إيهاب توفيق  » ولا عارف ».  كما سجلت ذكرى محمد مشاركتها في العديد من المهرجانات كمهرجان قرطاج الدولي ومهرجان أوربت بالأردن ومهرجان ليالي التلفزيون و هلا فبراير وليالي دبي ومهرجان الدوحة

 وكانت لها أيضا العديد من الإطلالات التلفزية التي تحدثت فيها بتلقائيتها المعهودة وبابتسامتها التي كانت تخفي الكثير من الخوف من المجهول ..ليكون هذا المجهول نهاية لم يحبها جمهورها ولم يكن ينتظرها وهي ما تزال في منتصف العمر والعطاء ..وليكون ألبوم  » يوم ليك ويوم عليك  » الألبوم رقم 16 والأخير في رصيد وحياة فنانة ..لن تنسى. ولذلك كله .. نقدم في سهرة افتتاح الدورة 21 لمهرجان الأغنية التونسية تحية وفاء من القلب لصوت غنى من القلب …لذكرى